في خطوة غير مسبوقة، قرر العاهل المغربي الملك محمد السادس إلغاء ذبح الأضاحي خلال عيد الأضحى لهذا العام، نظراً للانخفاض الحاد في أعداد الماشية، وفق ما جاء في رسالة ملكية موجهة إلى المواطنين، تلاها وزير الأوقاف والشؤون الإسلامية أحمد التوفيق عبر القناة الأولى الرسمية.
وأكد الملك في رسالته أن شعيرة الأضحية، رغم كونها سنة مؤكدة، ترتبط بالقدرة والاستطاعة، مشيراً إلى أن الظروف الحالية لا تسمح بإحيائها دون أن تلقي بأعباء إضافية على فئات واسعة من المواطنين، خاصة ذوي الدخل المحدود.
وتواجه المملكة تحديات مناخية واقتصادية غير مسبوقة، كان أبرزها الجفاف الممتد للعام السابع على التوالي، ما أدى إلى تراجع كبير في الثروة الحيوانية. ووفقاً لوزير الفلاحة أحمد البواري، فقد تقلص القطيع الوطني بنسبة 38% مقارنة بعام 2016، الذي شهد آخر إحصاء وطني للقطاع الفلاحي.
ويعتبر قطاع الزراعة ركيزة أساسية في الاقتصاد المغربي، حيث يشكل مصدر دخل لنحو 40% من اليد العاملة في البلاد. إلا أن الجفاف وشح الموارد المائية أثرا سلباً على الإنتاج الزراعي، مما فرض تحديات جديدة أمام الحكومة في سعيها لضمان الأمن الغذائي والاستقرار الاقتصادي.
وتشكل هذه الخطوة رسالة واضحة تعكس حرص الدولة على التكيف مع الأوضاع الراهنة، وتخفيف الأعباء عن المواطنين، في ظل استمرار تداعيات التغيرات المناخية والتحديات الاقتصادية التي تواجه المملكة.