المعهد التربوي الوطني يحتفي بخمسينية التأسيس... لحظة اعتراف بالمسار وتطلع إلى المستقبل

بواسطة ediwan

احتضن المعهد التربوي الوطني اليوم احتفالية بهيجة بمناسبة مرور خمسين عامًا على انطلاق مسيرته التربوية والتعليمية، بحضور معالي وزيرة التهذيب الوطني وإصلاح النظام التعليمي، الدكتورة هدى بنت باباه، والمدير العام للمعهد الدكتور الشيخ معاذ سيدي عبد الله، إلى جانب ثلة من أطر القطاع، ونخبة من الأكاديميين والخبراء التربويين.

الاحتفالية التي اتسمت بطابعها الوطني والرمزي، كانت فرصة لتكريم نصف قرن من البذل والعطاء، لمؤسسة عريقة واكبت تحولات التعليم في البلاد، وكانت الركيزة الأهم في صياغة الكتاب المدرسي الوطني، وإرساء استقلالية المناهج التربوية.

وفي مستهل الفعالية، افتتحت معالي الوزيرة أشغال أيام تكوينية تنظمها المؤسسة لصالح طاقمها الفني والتربوي، مؤكدة في كلمة بالمناسبة أن المعهد ظل على مدى عقود أحد أعمدة العمل التربوي في موريتانيا، ومجالًا خصبًا للإبداع في التأليف والطباعة والتوزيع. وأشادت الوزيرة بالتطورات الأخيرة التي عرفها المعهد، مشيرة إلى أن المرحلة القادمة ستشهد تعزيزًا لدوره المحوري في تنفيذ رؤية إصلاح النظام التعليمي، وترسيخ الهوية الوطنية في المحتوى المدرسي.

كما قامت معاليها بجولة ميدانية في أروقة المعهد، واطلعت على سير العمل في المطابع، وزارت المعرض المنظم بهذه المناسبة، والذي ضم إصدارات المؤسسة ومحطاتها البارزة عبر العقود، بما يعكس ذاكرة مؤسسة جمعت بين أصالة المهمة ونبل الرسالة.

كلمة مؤثرة لمدير المعهد

وفي كلمته، استعرض المدير العام للمعهد الدكتور الشيخ معاذ سيدي عبد الله أبرز المحطات المفصلية في مسار المؤسسة منذ تأسيسها سنة 1974، متوقفًا عند جيل الرواد الذين أسسوا لاستقلال تربوي نابع من روح الاستقلال الوطني. وأشار إلى أن المعهد أصبح اليوم أحد المكونات الحيوية في النسيج التربوي الوطني، بما يملكه من طاقم مهني وتجهيزات طباعية وخبرات تأليفية متجددة.

بلغة الأرقام، قدّم المدير العام حصيلة غنية لما تحقق خلال السنوات الخمس الأخيرة، حيث تم إنتاج وتوزيع أكثر من 7 ملايين كتاب مدرسي، فضلًا عن إطلاق منصة رقمية مبتكرة تتيح الولوج إلى المحتوى التعليمي إلكترونيًا.

كما أعلن عن حزمة مشاريع استراتيجية تشمل طباعة ما يزيد على مليوني كتاب جديد، وإنشاء مخزن مركزي بمعايير حديثة، واقتناء تجهيزات متطورة لتعزيز الاستقلالية الطباعية، فضلًا عن برامج لتكوين الكادر الفني داخل وخارج البلاد.

في كلمته التي لاقت استحسان الحاضرين، نوّه الدكتور معاذ بالدعم الكبير الذي تحظى به المؤسسة من طرف فخامة رئيس الجمهورية السيد محمد ولد الشيخ الغزواني، وبتنفيذ حكومة معالي الوزير الأول المختار ولد اجاي لرؤية تربوية طموحة، تضع الجودة والإنصاف في صدارة أولوياتها. كما عبّر عن اعتزازه بروح الانتماء التي يتمتع بها عمال المعهد، داعيًا إلى مزيد من المثابرة لتأمين نهضة معرفية تستجيب لتطلعات الأجيال القادمة.

وفي لحظة مؤثرة من الحفل، تم تكريم كوكبة من عمال المعهد الذين خدموا المؤسسة بإخلاص وتفانٍ، إقرارًا بعطائهم وإسهامهم المتواصل في أداء رسالتها. وقد خُتمت الفعاليات بجولة في مرافق المعهد، ومعرضه التوثيقي، الذي سرد للزائرين قصة مؤسسة حاربت الأمية، وحرّرت الوعي، وأسهمت بعمق في بناء الإنسان الموريتاني.