تصاعد التوترات الأمنية يدفع السلطات المالية إلى فرض حظر تجول بعدة مناطق والسكان يترقبون

بواسطة ediwan

أعلن حاكم دائرة غورما راروس، الواقعة على بُعد نحو 120 كيلومترًا شرق مدينة تمبكتو، فرض حظر تجول ليلي يبدأ من الساعة التاسعة مساءً وحتى السادسة صباحًا، ابتداءً من مساء اليوم، دون تحديد موعد لانتهائه.

وجاء في بيان الحاكم أن القرار "يهدف إلى تعزيز الأمن وحماية السكان من التهديدات المتزايدة"، داعيًا المواطنين إلى التعاون مع الأجهزة الأمنية، واحترام الإجراءات الجديدة لما فيها من "مصلحة عامة".

ويأتي هذا القرار بعد أقل من 24 ساعة من إعلان مماثل في مدينة سيغو وسط البلاد، حيث فرضت السلطات حظر تجول لمدة شهر يبدأ عند التاسعة مساءً، في خطوة احترازية جاءت عقب معلومات أمنية عن تحركات مشبوهة لعناصر مسلحة.

وفي تمبكتو، التي شهدت مؤخرًا هجومًا عنيفًا، قررت السلطات تقديم توقيت حظر التجول المعمول به منذ أشهر، ليبدأ من الساعة التاسعة مساءً بدلًا من الحادية عشرة، وسط انتشار أمني مكثف ودوريات راجلة ومحمولة لتأمين أحياء المدينة.

وقال "الحاج مختار سيدي"، أحد أعيان غورما راروس، إن "السكان يتفهمون هذه الإجراءات، لكنهم يتطلعون إلى حلول دائمة تُعيد الطمأنينة إلى المنطقة". وأضاف: "نريد أن نعيش في أمن دون أن يتحول حظر التجول إلى حالة دائمة تُقيد حركتنا وسبل رزقنا".

من جانبها، أعربت "فاطمة ديالو"، وهي معلمة في مدرسة محلية، عن مخاوفها من "الانعكاسات الاجتماعية والاقتصادية لحظر التجول على حياة الناس اليومية، خصوصًا في القرى التي تعتمد على الأنشطة الليلية والأسواق المسائية".

وتشهد عدة مناطق في مالي منذ أسابيع تصاعدًا في هجمات الجماعات المسلحة، لا سيما في وسط البلاد وشمالها، حيث أدى انسحاب القوات الدولية إلى فراغ أمني استغلته تلك الجماعات لتوسيع عملياتها.

وأكد مصدر أمني أن "الجهود جارية لإعادة الانتشار ورفع الجاهزية في المواقع الحساسة"، مشيرًا إلى أن التنسيق بين السلطات المحلية والجيش الوطني بلغ مستويات متقدمة لمواجهة التحديات.

وفي ظل هذا التصعيد، تتجه السلطات نحو تبني استراتيجية أمنية أكثر صرامة تعتمد على تكثيف المراقبة وتقييد التحركات الليلية، في مسعى لإعادة الاستقرار وتحجيم خطر الجماعات المتطرفة.