تطرّق معالي وزير الثقافة والفنون والاتصال والعلاقات مع البرلمان، السيد الحسين ولد مدو، خلال مؤتمرٍ صحفي عقده اليوم في نواكشوط، إلى التحضيرات الجارية لانطلاق النسخة الأولى من معرض نواكشوط الدولي للكتاب، الذي يُنظَّم تحت شعار "رفوف الصحراء"، خلال الفترة من 20 إلى 26 أكتوبر 2025، برعايةٍ سامية من فخامة رئيس الجمهورية السيد محمد ولد الشيخ الغزواني، وإشرافٍ مباشر من وزارة الثقافة.
وأوضح معالي الوزير أن هذا الحدث الثقافي الكبير يأتي تجسيدًا للرؤية الثقافية المستنيرة لفخامة رئيس الجمهورية، التي جعلت من الثقافة ركيزةً للتنمية الوطنية وأداةً لترسيخ الوحدة وتعزيز الهوية الجامعة للأمة الموريتانية، مشيرًا إلى أن الحكومة، برئاسة معالي الوزير الأول السيد المختار ولد اجاي، تعمل على تحويل هذه الرؤية إلى واقعٍ ملموس من خلال مشاريع وبرامج متكاملة، يشكل هذا المعرض أحد أبرز تجلياتها.
ويعكس شعار النسخة الأولى "رفوف الصحراء" روح المبادرة وعمق الفكرة، إذ يستحضر صورة موريتانيا التي حولت صحراءها إلى مكتبة مفتوحة، ورمالها إلى مدادٍ للمعرفة، وكتابها إلى جسرٍ يصل الماضي بالحاضر والمشرق بالمغرب والضفتين العربية والإفريقية.
ويهدف المعرض إلى إحياء مكانة الكتاب والقراءة في المجتمع، وإبراز الإنتاج الفكري الوطني، وتعزيز التبادل الثقافي مع الفضاءين العربي والإفريقي، وخلق منصة مفتوحة للحوار والتفاعل المعرفي بين الكتّاب والباحثين والناشرين من مختلف الدول.
وسيشهد الحدث مشاركة أكثر من 80 دار نشر وطنية وعربية ودولية، إلى جانب عشرات الندوات الفكرية والأماسي الشعرية والفنية التي تعبّر عن غنى التراث الأدبي الموريتاني وتنوعه، كما سيحتضن معارض موازية للفن التشكيلي والخط العربي، وجناحًا خاصًا للأطفال لتعزيز ثقافة القراءة لدى الأجيال الناشئة.
وسيُفتتح المعرض رسميًا مساء الاثنين 20 أكتوبر 2025 عند الساعة الرابعة في المركز الدولي للمؤتمرات – المختار ولد داداه، بحضور رسمي وثقافي رفيع، يعكس مكانة الكتاب في المشروع الثقافي الوطني.
وأكد معالي الوزير أن معرض نواكشوط الدولي للكتاب سيكون موعدًا ثقافيًا سنويًا ثابتًا، ومنصةً للتفاعل بين الأجيال والمدارس الفكرية، ومختبرًا للأفكار الجديدة التي تسهم في تجديد الخطاب الثقافي وترسيخ قيم الحوار والانفتاح، مشددًا على أن الوزارة ستوفر كافة التسهيلات اللوجستية والإعلامية لضمان مشاركة واسعة وتغطية شاملة للحدث.
وختم معاليه كلمته بالتأكيد على أن تنظيم هذا المعرض يمثل منعطفًا نوعيًا في مسار الثقافة الموريتانية، ويعكس الإرادة الصادقة لفخامة رئيس الجمهورية في جعل الثقافة رافعةً للتنمية الوطنية، داعيًا الكتاب والأدباء والباحثين والإعلاميين إلى مواكبة هذا الحدث والمشاركة في إنجاحه بما يليق بتاريخ موريتانيا وإرثها العلمي العريق، حتى تعود نواكشوط إلى مكانتها كـ عاصمة للكتاب والثقافة في الفضاءين العربي والإفريقي، امتدادًا لإشعاع مدننا التاريخية شنقيط وودان وتيشيت وولاتة.