احتضنت العاصمة نواكشوط، بقصر المؤتمرات، فعاليات النسخة الرابعة من الصالون الوطني للتشغيل والتكوين المهني، التي انطلقت يوم 15 أبريل 2025 وتستمر على مدى يومين، وذلك تحت الرعاية السامية لفخامة رئيس الجمهورية السيد محمد ولد الشيخ الغزواني، تجسيداً لرؤية وطنية طموحة تسعى إلى تعزيز الاندماج الاقتصادي والاجتماعي للشباب وتحفيز النمو والرفاه المشترك.
ويشكّل هذا الحدث منصة جامعة لمختلف الفاعلين في مجال التشغيل والتكوين، وفرصة نادرة لتشخيص واقع سوق العمل، وتسليط الضوء على التحديات القائمة، وصياغة حلول مبتكرة وواقعية من شأنها الدفع بعجلة التنمية الاقتصادية والاجتماعية في البلاد.
وفي كلمة بالمناسبة، شدد رئيس اتحادية الخدمات بالاتحاد الوطني لأرباب العمل الموريتانيين، السيد محمد ولد والد، على أن الفقر والبطالة يشكلان بيئة خصبة لتنامي ظواهر خطيرة كالتطرف والجريمة المنظمة والهجرة غير الشرعية والاتجار بالبشر، داعياً إلى وضع خارطة طريق واضحة لتكوين الشباب وتمكينهم ودمجهم في الحياة النشطة.
وثمّن ولد والد وعي السلطات العليا بأهمية هذا الملف، مذكراً بأن فخامة رئيس الجمهورية جعل قضايا الشباب والتشغيل أولوية في برنامجه الانتخابي "طموحات للوطن"، ومشيراً إلى البرنامج الاستعجالي لتعميم النفاذ إلى الخدمات الأساسية، وما تضمنه من خطوات فعالة في مجال التشغيل.
وأوضح أن الدولة تبنّت جملة من الإصلاحات التشريعية والمؤسسية، بينها قانون المحتوى المحلي، الهادف إلى تعزيز الكفاءات وتحفيز إنشاء المؤسسات الوطنية، وقانون المؤسسات الناشئة الذي يطمح إلى جعل موريتانيا مركزاً إقليمياً للابتكار وريادة الأعمال.
وأشار إلى أن القطاع الخاص لعب دوراً محورياً في هذه التحولات، عبر المساهمة الفعالة في تكوين وتشغيل الشباب، وتوطيد الشراكة مع القطاع العام، مما مهّد الطريق لبناء مناخ من الثقة والتكامل في مقاربة التشغيل.
وأكد رئيس اتحادية الخدمات أن الصالون يمثل فرصة حقيقية لفتح نقاش وطني جاد حول التشغيل، داعياً الشباب إلى كسر الحواجز الذهنية التي تحول دون التوجه نحو بعض المهن المطلوبة، والانفتاح على التكوين المهني القابل لولوج سوق العمل.
وختم ولد والد كلمته بالتأكيد على أهمية مشاركة مختلف الفاعلين في إثراء النقاش داخل الصالون، عبر الندوات والطاولات المستديرة وملتقيات التوظيف والمعارض، مشيداً بجهود وزارة تمكين الشباب والتشغيل والرياضة والخدمة المدنية، ووزارة التكوين المهني والصناعة التقليدية، وبكافة الشركاء الفنيين واللجان العاملة التي سهرت على إنجاح هذا الحدث الوطني.
يُذكر أن الصالون يشكل فرصة استراتيجية لإعادة رسم ملامح السياسات الوطنية في مجال التشغيل والتكوين، وفق رؤية شاملة تستجيب لتطلعات الشباب وتتماهى مع ديناميات سوق العمل الحديثة.