أشرفت معالي وزيرة التهذيب الوطني وإصلاح النظام التعليمي، الدكتورة هدى بنت باباه، صباح اليوم الاثنين في نواكشوط، على افتتاح ملتقى تكويني جديد موجه لفائدة عدد من المعلمين والتلاميذ المعلمين، في إطار جهود الوزارة المتواصلة للارتقاء بجودة التعليم وتعزيز مهنية الفاعلين التربويين.
وفي كلمة لها خلال المناسبة، أكدت معالي الوزيرة أن هذا التكوين يندرج ضمن خطة إصلاح شاملة، تُولِي المعلم المكانة التي يستحقها باعتباره محور العملية التربوية، مشيرة إلى أن هذا المسار الإصلاحي يأتي تنفيذًا لالتزامات فخامة رئيس الجمهورية السيد محمد ولد الشيخ الغزواني، وتجسيدًا لأولويات الحكومة برئاسة معالي الوزير الأول السيد المختار ولد أجاي.
وأضافت الوزيرة أن المعلم اليوم لم يعد مجرد ناقل للمعرفة، بل أصبح مؤتمنًا على تشكيل وعي الأجيال، في ظل تحديات تتزايد بفعل انتشار مضامين غير قيمية عبر وسائط الإعلام والتواصل الاجتماعي، مما يستوجب تكوينًا يُزاوج بين المهارات المهنية والوعي القيمي.
ويتضمّن الملتقى محورين رئيسيين:
الأول يركز على الإسعافات الأولية ونشر ثقافة الوقاية والسلامة داخل الوسط المدرسي، انطلاقًا من كون المعلم ليس فقط من يُعلِّم، بل من يرافق التلميذ ويؤمّن بيئته.
الثاني يتناول التكوين القانوني والأخلاقي للتلاميذ المعلمين، خاصة في ما يتعلّق بالقانون التوجيهي ومدونة الأخلاق المهنية، لتكوين معلمين يجمعون بين الكفاءة والانضباط المهني.
كما نوّهت معالي الوزيرة بتضحيات المكوّنين القدامى، مُثنية على إخلاصهم وتفانيهم، مؤكدة أن قطاع التعليم بحاجة اليوم إلى نَفَس أخلاقي جديد يعيد الاعتبار للقيم التربوية، ويجعل من المعلم قدوة تُحتذى.
ويأتي هذا الملتقى في لحظة مفصلية من تاريخ الإصلاح التربوي في موريتانيا، حيث تتجه الأنظار إلى بناء منظومة تعليمية أكثر إنصافًا، وذات جودة شاملة ومستديمة.