في ظل ما تم تداوله مؤخرًا عبر بعض المنصات الإعلامية ومواقع التواصل الاجتماعي بشأن مزاعم "محاولة انقلابية" في مالي، أكدت مصادر موثوقة أن الوضع في العاصمة باماكو هادئ ومستقر، ولا صحة لما يُشاع من أخبار عن اضطرابات في هرم السلطة أو تحركات انقلابية.
ورغم تصاعد هجمات الجماعات المسلحة في الأسابيع الأخيرة في بعض المناطق الشمالية والوسطى من البلاد، إلا أن باماكو تظل من أقل المناطق استهدافًا، وأكثرها أمنًا واستقرارًا، بفضل الجهود الأمنية المتواصلة والتنسيق العسكري المحكم الذي يطوق العاصمة من جميع الاتجاهات.
ويُعزى جانب كبير من هذا الاستقرار إلى النهج الذي تبناه الرئيس الانتقالي العقيد عاصيمي غويتا منذ تسلمه مقاليد الحكم، حيث حافظ على تشكيلة ثابتة من القيادات العسكرية والأمنية العليا، وحرص على ترقية الكفاءات داخل الصفوف الأولى للجيش، مما عزز روح الانضباط والولاء داخل المؤسسة العسكرية، وساهم في خلق توازن حساس بين القيادة السياسية والهيئات الأمنية.
ويرى مراقبون أن سياسة تثبيت القيادات وترقيتها لعبت دورًا مهمًا في ضمان تماسك المنظومة الأمنية والعسكرية، خصوصًا في لحظة انتقالية دقيقة تمر بها البلاد، تشهد فيها تحديات على أكثر من صعيد، لا سيما في الشمال والحدود الشرقية.
وفيما تواصل الجماعات المسلحة محاولات زعزعة الأمن في مناطق نائية، تبقى العاصمة باماكو نموذجًا لنجاح المقاربة الأمنية المركزة، وخط دفاع أول في وجه الانفلات والتقويض.